عرب وعالم

لقاء أمريكي إسرائيلي مرتقب في واشنطن لمناقشة المرحلة الثانية من “صفقة غزة”

تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن لقاءً دبلوماسياً مهماً بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، وذلك في إطار بحث تطورات المرحلة الثانية من “صفقة غزة”، التي تشغل الأوساط السياسية والدبلوماسية في المنطقة.

ووفقاً لما أوردته مصادر إعلامية أمريكية، فإن وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، رون ديرمر، سيلتقي خلال الساعات المقبلة مع مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لبحث تفاصيل المرحلة المقبلة من الاتفاق المتعلق بقطاع غزة، والذي يهدف إلى التوصل إلى تفاهمات جديدة بشأن الأوضاع الأمنية والإنسانية هناك.

نتنياهو يكلف هنغبي بإدارة المحادثات

في سياق متصل، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر تعيين تساحي هنغبي، مستشار الأمن القومي، مسؤولاً عن إدارة هذه المرحلة من “صفقة غزة”. وتأتي هذه الخطوة في ظل تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي، والتباينات الداخلية حول كيفية التعامل مع الملف الفلسطيني، لاسيما بعد تصاعد الضغوط الدولية الداعية إلى تهدئة الأوضاع في القطاع.

ملامح المرحلة الثانية من “صفقة غزة”

تشير التقديرات إلى أن المرحلة الثانية من “صفقة غزة” ستركز على عدة ملفات رئيسية، من أبرزها:

  1. ترتيبات أمنية جديدة: تشمل إعادة تقييم الوضع الميداني في غزة وآليات ضبط الحدود.
  2. الإفراج عن الأسرى: وهو بند حساس بالنسبة للطرفين، حيث تسعى إسرائيل إلى استعادة جنودها المحتجزين، بينما تطالب الفصائل الفلسطينية بإطلاق سراح عدد من المعتقلين.
  3. المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار: مع تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع، يتوقع أن يتم مناقشة آليات تقديم الدعم والمساعدات الدولية للفلسطينيين.
  4. وقف إطلاق النار طويل الأمد: وهو مطلب تسعى إليه العديد من الأطراف الإقليمية والدولية لضمان استقرار الأوضاع في غزة.

الولايات المتحدة تسعى لتقدم ملموس في المحادثات

من جانبها، تضغط إدارة الرئيس جو بايدن من أجل إحراز تقدم في هذه المحادثات، خاصة أن المرحلة الأولى من “صفقة غزة” لم تحقق كافة أهدافها المعلنة. وتعتبر واشنطن أن التوصل إلى تفاهمات جديدة من شأنه أن يسهم في تهدئة الأوضاع في المنطقة، ويقلل من احتمالات اندلاع موجة تصعيد جديدة.

التحديات أمام المرحلة الثانية من “صفقة غزة”

رغم المساعي الدبلوماسية الحثيثة، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه هذه المرحلة، ومنها:

  • الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية: حيث يواجه نتنياهو معارضة داخلية من بعض الوزراء المتشددين الذين يرفضون تقديم أي تنازلات.
  • المواقف الفلسطينية: حيث تطالب الفصائل في غزة بضمانات دولية لتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه.
  • التأثيرات الإقليمية: خاصة مع دخول أطراف أخرى على خط الأزمة، مثل مصر وقطر، اللتين تلعبان دور الوساطة بين الجانبين.

ردود الأفعال الدولية حول “صفقة غزة”

تلقي “صفقة غزة بظلالها على المشهد السياسي الإقليمي، حيث أبدت العديد من الدول العربية والغربية اهتمامها بمخرجات هذه المحادثات. وقد رحبت بعض العواصم الأوروبية بهذه الجهود، معتبرة أن التوصل إلى اتفاق شامل يمكن أن يساهم في تعزيز الاستقرار بالمنطقة. من جهتها، أكدت الأمم المتحدة على ضرورة أن تكون أي اتفاقية جديدة شاملة ومستدامة، بحيث تضمن حقوق الفلسطينيين وتحافظ على الأمن الإقليمي.

دور الوسطاء الدوليين في المرحلة الثانية من “صفقة غزة”

يلعب الوسطاء الدوليون، مثل مصر وقطر والأمم المتحدة، دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، إذ تسعى هذه الأطراف إلى تقديم ضمانات لتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه. كما أن هذه الدول تعمل على توفير دعم لوجستي وإنساني للفلسطينيين في غزة، في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

لمتابعة بوابة عين الحدث علي صفحة فيسبوك او صفحة x.

التوقعات لمستقبل “صفقة غزة”

مع استمرار اللقاءات والمفاوضات، تبقى الأنظار متجهة نحو نتائج المرحلة الثانية من “صفقة غزة”، والتي ستحدد إلى حد كبير مستقبل الأوضاع في القطاع. ومن المرجح أن تستمر المحادثات لفترة أطول من المتوقع، نظراً للتعقيدات السياسية والأمنية المحيطة بالملف. ومع ذلك، فإن الضغوط الدولية المتزايدة قد تدفع الأطراف المعنية إلى تقديم تنازلات متبادلة للوصول إلى حل يحقق الحد الأدنى من مطالب جميع الأطراف.

يبقى نجاح المرحلة الثانية من “صفقة غزة” مرهونًا بقدرة الأطراف المعنية على تجاوز الخلافات والتوصل إلى صيغة تضمن تحقيق مصالح جميع الأطراف، وسط ترقب إقليمي ودولي لما ستسفر عنه هذه المفاوضات الحساسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى