سعيد السيابي أكد الباحث والناقد المسرحي الدكتور سعيد السيابي أن المسرح يُعد من أبرز الفنون التي تُجسّد التطورات الحضارية والثقافية لأي بلد، مشيرًا إلى أن هذا الفن ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل منصة تفاعلية تعبّر عن قضايا المجتمع وتوثّق مراحله التاريخية والثقافية. جاء ذلك خلال حديثه في ندوة ثقافية تناولت أهمية المسرح في تعزيز الهوية الوطنية ودوره في التنمية الفكرية والإبداعية.
وأوضح السيابي أن المسرح يُعَدُّ مرآة تعكس نبض المجتمع، حيث يُجسّد هموم الناس وتطلعاتهم بأسلوب فني يجمع بين الإبداع والواقع. وأشار إلى أن المسرح العربي، ومنه المسرح العُماني، شهد تطورًا ملحوظًا على مدى العقود الماضية، إذ أصبح أداة للتعبير عن قضايا الإنسان المعاصر وتقديم رؤى نقدية تسهم في بناء الوعي الجماعي.
وتحدث السيابي عن أهمية توظيف التراث الثقافي في الأعمال المسرحية، مشددًا على أن دمج العناصر التراثية في النصوص والعروض يساهم في تعزيز الهوية الوطنية ويُبرز الخصوصية الثقافية لكل بلد. وأضاف أن المسرح قادر على إعادة إحياء الحكايات الشعبية والأساطير القديمة بأسلوب حداثي يُلائم متطلبات الجمهور المعاصر، مما يسهم في ربط الأجيال الجديدة بماضيهم الثقافي.
كما تطرّق إلى دور المسرح في التنمية الاجتماعية، مؤكدًا أنه ليس مجرد أداة للترفيه، بل يُسهم في بناء الإنسان الواعي والمثقف. وأشار إلى أن العروض المسرحية تُعد وسيلة فعّالة لنقل الرسائل التربوية والقيم الأخلاقية بطريقة مشوّقة ومؤثرة، مما يجعلها وسيلة تعليمية مهمة إلى جانب كونها فنًا إبداعيًا.
وفي سياق حديثه عن المسرح العُماني، أشاد السيابي بالجهود التي تبذلها الفرق المسرحية المحلية في تقديم عروض تعبّر عن واقع المجتمع العُماني وتحاكي قضاياه الراهنة. وأكد أن المسرح العُماني استطاع أن يُبرز مواهب عديدة في مجالات التمثيل والإخراج وكتابة النصوص، داعيًا إلى ضرورة دعم هذه المواهب وتوفير بيئة ملائمة تُشجّع على الإبداع والابتكار.
لمتابعة بوابة عين الحدث علي صفحة فيسبوك او صفحة x.
وأشار إلى أن المسرح يُعد وسيلة لتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، حيث تساهم العروض المسرحية في نقل الثقافات المختلفة وتبادل الأفكار والقيم. وأوضح أن المشاركة في المهرجانات المسرحية الدولية تُعد فرصة للتعريف بالثقافة العُمانية وإبراز إبداعات الفنانين العُمانيين على الساحة العالمية، مما يسهم في تعزيز مكانة السلطنة في المشهد الثقافي الدولي.
وفي ختام حديثه، دعا السيابي إلى ضرورة الاستثمار في المسرح بوصفه رافدًا مهمًا للتنمية الثقافية والاجتماعية، مؤكدًا أن دعم المسرح ينعكس إيجابًا على المجتمع بأسره، لأنه يُسهم في بناء جيل مثقف يمتلك القدرة على التفكير النقدي والتعبير عن آرائه بأسلوب حضاري. كما شدد على أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الثقافية والفنية من أجل توفير بيئة حاضنة للإبداع المسرحي، بما يُسهم في استمرار تطور هذا الفن العريق وترسيخ مكانته في النسيج الثقافي الوطني.
